تتغير مصائر الشعوب دوما من خلال افكار عظيمة
وفي بعض الاحيان من خلال افكار تبدو بسيطة،لكنها في اعماقها عظيمة للغاية..وهذا هو السجين الذي عاش في الاسر اكثر من خمسة وعشرين عاما، ويخرج الى الحياة.
اسمه((نيلسون مانديلا))
بدات اللاحداث عام 1990 حين نجح هذا السجين السابق في ان يصبح اول رئيس اسود يتولى الحكم في جنوب افريقيا، حيث كانت الاقلية البيضاء تحكم الاغلبية السوداء
الان، تغيرت امور كثيرة للغاية، وانقلبت الاوضاع، وصار الزنوج هم الذين يحكمون، بفضل الديمقراطية، وهذا رجل حكيم
يتولى سياسة البلاد، التى تشهد حالة من القلق، فالبيضالاغنياء، صاروا خائفين على مستقبلهم، واولهم اسرة الشاب((فرانسوا)) الاعب الشهير..حيث سمع من ابيه دوما عبارات تعني القلق من المستقبل
كانت البلاد تقوم على التميز والفصل العنصري.لكن الان الامورتختلف
ياله من امر غريب ترى لماذا يهتم رئيس البلاد الجديد بفريق كرة وامامه كل هذه المشاكل العويصة التي عليه ان يجد لها حلا وعلى راسها اجواء الكراهية بين البيض والسود؟
وجاءت الدعوة الى الشاب((فرانسوا))ان الرئيس ((مانديلا)) سوف ينتظره في مكتبه،وامام مشاعر القلق والترقب راح يستعد للمقابلة
وبدات المتاعب واجتمع الرياضيون الزنوج كي يعبروا عن استيائهم من هذا اللقاء المرقب لكنهم فوجئوا بالرئيس يدخل عليهم الاجتماع وبكل بساطة يقول
• نحن ابناء شعب واحد بيض اوسود ان يحصل الفريق على كاس العالم يعني ان تحصل البلاد كلها على الكاس
وذهب الشاب ((فرانسوا)) الى القصر الرئاسة حسب الموعد وسط مشاعرمتضاربة خاصة من اسرتة البيضاء التى لاتكن اى مشاعر طيبة تجاه السود خاصة((نيلسون مانديلا))
وفي اللقاء كانت الدهشة!
فالرئيس بسيطالى درجة كبيرة والكثير ممن يعاونونه من البيض وهو يقدم الشاي بالحليب لضيفه الصغير بنفسه ويقول:
• لن ينجح احد في تمزيقي وانا اقوم بوظيفتي.
ثم راح يساله عن افكاره كقائد لفريق كرة ثم قال:
• يجب ان نلهم من حولنا ان يكونوا في احسن حالاتهم
ثم حدثه عن فترة السجن، وكيف ان قصيدة مليئة بالامل قدغيرت من مسيرتة تماما ثم راح يقرا القصيد عليه
كان الرئيس اكثر الناس سعادة عندما عرف ان فريق((الغزلان)) قد استانف التدريب على احسن ماتكون الامور
وتحول الفريق الى شعلة من النشاط بعد طرد اعضاؤه افكارهم بانه مجموعة من الفاشلين او المنبوذين .. لدرحة ان ((فرانسوا)) قال لمدربه بعد اشهر:
• لقد اصبحنا اكثر من فريق للكرة
وذات يوم قام الفريق بزيارة المزرعة التي كان فيها((مانيلا)) سجينا ذات يوم لقد تحولت الى ساحة للزيارات ولتدريب الاشبال الجدد الذين شاركوا الفريق في لعب المباراة ودية
ووجد ((فرانسوا)) نفيه في الزنزانة الضيقة التي عاش فيها ((مانديلا)) اكثر من ربع قرن وتذكر قصيدة النصر التي سمعها وامن بها فاحس بالامل يزداد في اعماقه ثم لحق بفريق الاشبال يلعب معهم ويشاركهم الغناء واحس الرئيس بالسعادة وهو يشاهد وقائع الزيارة واثنى مستشاروه كثيرا على هذه الخطوات الناجحة
وبدا الرئيس يضع ((تعليماته)) للمرحلة القادمة بعد ان تاكد ان تشجيع الفريق هو هدف سياسي ووطني في المقام الاول وذهب الفريق الى استراليا للمشاركة في المباراة ودية مع الفريق الكروي هناك ان قوى فريق في العالم
واطلق الرئيس على هذة التعليمات((الواجب المنزلي)) وكان على اعضاء الفريق ان ينفذوا هذا الواجب بكل محبة والتزام
وفي ليلة افتتاح كاس العالم لم ينم الرئيس رغم نصائح الاطباء ورغم الاجهاد كان قلقا للغاية وعندما يشاهد مباراة الافتتاح ازاداد احساسه بالقلق فلاشك ان فوز فريقه يعني نجاح سياسته في لم شمل الشعب كلة على شئ واحد:وطني
وتحول الفريق كله الى كتلة من الحماس والرجولة والبطولة وحقق اول نصر ثمين وكانت فرحة الرئيس عارمة
وحضر الرئيس بنفسه كل المباريات التي شارك فيها فريق بلاده خاصة وان الفريق لم يخيب اماله كان وجود الرئيس بمثابة الوقود الحي وانتصر ((فرانسوا)) وزملاؤه رغم الخشونة التي اتسمت بها بعض الفرق المنافسة
وحضر الرئيس بنفسه المباراة النهائية بين فريق بلده وفريق نيوزيلندا بطل العالم الاسبق الذي راى ان المباراة بمثابة حرب وليست رياضة
وبالفعل فقد تعمد الفريق المنافس الشتباك بشكل خشن مع ((فرانسوا)) وزملائه وحققت نيوزيلندا نصرا في الدقائق الاولى من المباراة
ثم حدث التعادل وصار على الفريقين ان يلعب وقتا اضافيا وتكرر التعادل في الوقت الاضافي لكن ((فرانسوا)) احرزهدف النصر الاخير
وابتهجت الجماهير وتلاقت القلوب..في كل مكان لقد حققت الرياضة ما لم تحقق السياسة وخرج الناس يحملون اعلام وطنهم يهتفون باسمه دون اي تمييز في اللون او المشاعر